Gør som tusindvis af andre bogelskere
Tilmeld dig nyhedsbrevet og få gode tilbud og inspiration til din næste læsning.
Ved tilmelding accepterer du vores persondatapolitik.Du kan altid afmelde dig igen.
منذ أنْ أعلنَ الفاطميّون عن قيام دولتهم الجديدة في إِفْرِيقِيّة (تونس) في أواخر القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، رأوا في إقْلِيمَي طَرابلس الغَرب وبَرقة (ليبيا) أهمية كبيرة لمشروعهم العَسكري والسّياسي والْمَذهَبيّ في العالم الإسلامي شَرقِهِ وغَربِهِ. حيث كانت طرابلس استراتيجيًّا هي بوابة الدخول لإِفْرِيقِيَّة وبلاد المغرب الإسلامي كُلُّه لأولئك القادمين من المشرق، في حين كانت بَرقة جُغرافيًّا هي بوابة الدخول لِمِصْر وبقية بُلدان المشرق الإسلامي لأولئك القادمين من المغرب. فكانا يمثلان العصب الحيوي الذي يربط ما بين المشرق والمغرب، والجسر الأرضي الوحيد الآمن لتحقيق أحلام الفاطميين السياسية وأمانيهم الواسعة في التَّوَسُّع ومَدِّ سيطرتهم على كل أقاليم العالم الإسلامي، ومحاولتهم نشر مذهبهم الشيعي فيها. فكان نجاحُ مشروع الفاطميين في المنطقة متوقفًا على السيطرة على الإقليمين والمحافظة على استتباب الأمور فيهما. وهذا ما عمل الفاطميُّون على تحقيقه بمجرد قيام دولتهم الناشئة في إِفْرِيقِيَّة. وتحت حكم الفاطميين وسيطرتهم شهدت أرض طَرابلس وبَرقة وسُكّانِهِمَا زَخَمًا جديداً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جاء كونه مواكباً لمتطلبات الدولة الجديدة وتطلعاتها الواسعة، تجسيداً حَقيقيًّا لاندماج السياسة مع الأرض والناس، وتفاعلها مع البيئة المحيطة والمجاورة.
Tilmeld dig nyhedsbrevet og få gode tilbud og inspiration til din næste læsning.
Ved tilmelding accepterer du vores persondatapolitik.