Gør som tusindvis af andre bogelskere
Tilmeld dig nyhedsbrevet og få gode tilbud og inspiration til din næste læsning.
Ved tilmelding accepterer du vores persondatapolitik.Du kan altid afmelde dig igen.
والأيام الأولى التي فُطِمتُ فيها من شارِع اللَّهو، وقُذِفتُ فيها إلى ورشة الدَّأب، أوْعَزَ إليَّ شيخي الأوَّل أن أفتحَ مِصفاة هواء لسيارة، فخرج بعدها وخلَّفني معها فردا، ولا زلتُ أُحَكِّكُ عليها قدمي بالأرض مما امتَنَعَت به عن يدي في السماء، إذ أنها لا يُخلَصُ إليها إلا بعد فتحِ ما لم أكن أعلم، فلا أُنحِّي عنها طَرفا حتى يسقُط لي عليها آخر، فلم تكن تظهَرُ لي من الذي أمَّلتُ أن أفتحها فيه ناهيكَ عن أن أُخرِجها منه، حتى ملَّت فقرةُ ظهري فخاطبتني بومضة ألمٍ فقذفتُ ما كُنتُ أحمِل، وجررتُ كُرسيا إلى ناصية المحَّلِّ فحَشَرتُ أقدامي بين قواعده بعد أن جلستُ عليه أرقُبُ منه السابِلَ والعابِر، حتى وفق شيخي بعجلاته كبد الورشة سائلا " هل فتحتها" ولأن عقلي قد سبقني وعلمت أهل الأرض التي صنعت السيارة فقُلتُ برفعِ الذِّراع مُحتجّا " هؤلاء الألمان الأغبياء لم يجدوا أين يقحمون تلك المصفاة إلا ذلك المكان المُمتَنِع" أجاب "الألمان هم الأغبياء! بل أنت الغبي"
عباد الله ألجموا النفوس عن تعديها وطغواها، فليس لها والله إلا ما قدمت يداها، ولو كان لها يوم القيامة ملءُ الأرضِ ذهباً ما نفعها ولا أجداها، أما والله لتبعثن ليوم عظيم، يجمع الله فيه الأممَ أولاها وأخراها، ولتُحشرن كما بدأكم أول مرة، ولَتُحاسبن بأكبر الأعمال وأدناها، ولتؤدنَّ المظالمَ من الظلمةِ على الرغمِ منهم كُبراها وصُغراها، ولتكونن إلى دارِ نعيم أبدي يُنسي عناءَ الدنيا وشقاها، أو إلى دارِ عذاب يُذهلُ عن نعيم الدنيا وحلاها. اللهم لا تَدَعْنا في غفلة، ولا تجعلنا في غَمْرة، ولا تأخذنا على غِرَّة، واجعل حاضِرَنا خيرًا من ماضينا، ومستقبَلَنا خيرًا من حاضِرِنا، واجعل لنا من مرور الأيام مُدَّكرًا، ومن تقضِّي الأعوام مُعتبرًا، إنك خيرُ المسؤولين، وأكرمُ المأمولين.
لقد تساءل عدد لانهائي من أبناء جنسنا البشري عن تلك النجوم المتلألئة، ولطالما فكر الفلاسفة والعلماء عن ماهيتها وعن وصف طبيعتها الخلابة، لا طاقة لنا للوصول إلى تلك النجوم؛ ومع هذا فلا زلنا نراقبها يوماً بعد يوم حتى أغرت بعضنا بجمالها الفاتن وضوءها الساحر. لقد أصبح منا من هو أسير لتلك النجوم لا يستطيع التوقف عن التفكير فيها، وهنا نتساءل لما يحدث ذلك؟ لماذا يشد جمال النجوم بعضنا بقوة حتى لا يتوقف عن النظر إليها كلما سمحت له الفرصة بذلك؟ في رحلتنا القصيرة هذه بين النجوم سوف نتخيل أننا رحالة في مركبة فضائية تطوف بنا حول نجوم درب التبانة، سنحكي قصتنا معها وعن العلاقة التي تربطنا بها، وسنتعرف على حقيقة النجوم وحياتها وكيفية رصدها، وسنصل إلى أبعد من ذلك إلى المكان التي نشأة منه النجوم وإلى النتائج والبقايا التي خلفتها النجوم من كواكب ومواد عضوية، إنها أكثر النتائج إبهاراً في الكون كله! إنها الحياة كما نعرفها، أو بالأحرى كما لم نعرفها حتى الآن حق المعرفة.
اگر به دنبال شناخت مسیحیت حقیقی و کتاب مقدسی هستید، این کتاب برای شماست. با سپاس از پدر آسمانی، این کتاب را پس از سالها خدمت، تجربه و تحقیق درباره پیام واقعی انجیل به شما تقدیم می کنم و امیدوارم با مطالعه این کتاب نه تنها شناخت درستی از مسیحیت واقعی پیدا کنید بلکه بتوانید دیگران را هم با اصول درست مسیحیت آشنا کنید
قَاعِدَة أساس كل خير أَن تعلم أَن مَا شَاءَ الله كَانَ، وَمَا لم يَشَأْ لم يكن، فتيقن حِينَئِذٍ أَن الْحَسَنَات من نعمه فتشكره عَلَيْهَا، وتتضرّع إِلَيْهِ أَن لَا يقطعهَا عَنْك، وَأَن السَّيِّئَات من خذلانه وعقوبته، فتبتهل إِلَيْهِ أَن يحول بَيْنك وَبَينهَا، وَلَا يكلك فِي فعل الْحَسَنَات وَترك السَّيِّئَات إِلَى نَفسك. وَقد أجمع العارفون على أَن كل خير فأصله بِتَوْفِيق الله للْعَبد، وكل شَرّ فأصله خذلانه لعَبْدِهِ، وَأَجْمعُوا أَن التَّوْفِيق أَن لَا يكلك الله نفسك، وأن الخذلان أَن يخلي بَيْنك وَبَين نَفسك، فَإِذا كَانَ كل خير فأصله التَّوْفِيق وَهُوَ بيد الله لَا بيد العَبْد، فمفتاحه الدُّعَاء والافتقار وَصدق اللجأ وَالرَّغْبَة والرهبة إِلَيْهِ، فَمَتَى أعْطى العَبْد هَذَا الْمِفْتَاح فقد أَرَادَ أَن يفتح لَهُ، وَمَتى أضلّه عَن الْمِفْتَاح بَقِي بَاب الْخَيْر مُرْتَجًا دونه.
كان لقائي مع سمارا في اليوم التالي في مقهى الطابية ذو الواجهة المبنية من الحجر على هيئة قلعة أعلاها فوانيس كروية بلورية بينما نوافذها من الزجاج المعشق ذو الألوان المتنوعة. وقد حرصت على تحويل هاتفي الجوال إلى الوضع الصامت منعاً لأي مكالمات هاتفية قد تعرقل حديِثي الطويل المتوقع مع سمارا. مررت أنا وسمارا من بوابة المقهى الخشبية الضخمة ما بين لوحتين فنيتين مرسومة بأحجار متعددة الألوان ومتناسقة. واتخذنا مجلسنا تحت أحد شماسي القش في ركن هادئ في الحديقة الأمامية للمقهى ذات العشب الأخضر مطلة مباشرة على نهر النيل. قلت لسمارا وأسئلة عديدة تحاصرني حول جيمس بنيامين والخطر الذي بدأت أشعر به يداهمني بعد سهرة عيد ميلاده المشئومة - ما أقترحه عليك هو أن أروي لك ما حدث في تلك الليلة لتفسري لي كل الجوانب الغامضة التي قابلتني خلالها. أولها تلك الرسوم على جدران منور السلم الداخلي للعمارة وكأنها رسمت بأيادي أطفال عابثين؛ نجمة خماسية وعين يتفطر منها الدمع وأهرام وصليب مقلوب؟
العرب، شعب ينظر في داخله ليعرف نفسه. شعب صنع التاريخ، وكان هو التاريخ في العالم. شعب بدأ من فجر الإنسان الحديث يعمل وينتج ويعلم يعيد الإنسانية دوما إلى مسارها. شعب اكتشف الزراعة والكتابة والعجلة والسكن والتجارة والملاحة والعملة والنحاس والبرونز والفروسية والشعر والفلسفة وبنى الأهرام والترع والقنوات والسدود وكل ما يشكل إنسانية إنسان. الأهم من ذلك شعب نزلت عليه الرسالات السماوية وحضنها ونشرها على العالم وسخره الله لتعليم العالم التوحيد وعبادة الله. هذا الكتاب كي نعرف من نحن. نحن العرب بمفهومه الواسع من كل الشعوب السامية من عرب وآرام وآشور وكنعان وفينيق والليبية من قبط وأمازيغ وكوشيين التي عاشت وأكلت وعملت وصلت ودافعت واستشهدت على هذه الأرض العزيزة وعمرت وبنت للأجيال وللبشرية.
قصيدتي الخطرة، هي قصة امرأة فلسطينية، شاعرة رفعت صوتها بجرأة ضد الاحتلال الصهيوني والاضطهاد الذكوري داخل المجتمع العربي في آن واحد. امرأة عانت من الاثنين وناضلت ضدهما ببسالة، نضالًا لا يخلو من الصراعات والتعقيدات. هذه المذكرات التي كُتِبَت في السجن، ستكشف خفايا سجن الاحتلال وتفاصيل معاناة الشاعرة التي عاشتها خلال 3 سنوات من النضال من أجل حرية التعبير. ولـدت "داريـن طاطـور" فـي قـريـة الريـنـة قضـاء الناصـرة عــام 1982. في 11-10-2015 اعتقلتها سلطات الاحتـلال الصهيونـية بتهمـة التـحريــض على العـنـف والإرهاب بعد كتـابـتها قصيـدة "قـاوم يا شعبـي" ونشـرها على مواقع التواصل الاجتماعي. استمرت محاكـمتـهـا لثـلاث سـنـواتٍ مـتـتـاليةٍ قضتها بين السجن والاعتقال البـيتـي والمنفي والإقامة الجبرية. تلقَّتْ دارين دعـمًا دولـيـًا وتحـوّلت قضيتهـا إلى قضيـة رأي عام، ... نَشَرَت دار ديار في تونس هذا الكتاب بطبعته الأولى عام 2019، بصفته إضاءة جديده على حقيقة "كيان الاحتلال الصهيوني" الذي يزعم أنه "واحة الديموقراطية" في المنطقة.
قراءة الكاتبة/ آمنة وناس في ديوان " عصفور الجنة". جالسته، إنه رحيق القهوة في فنجان "الأنت"، فانفتحت بوابته شيئا فشيئا، رأيت، لمست و مزجت بين العمق و الانجذاب إلى الأعماق. اعترضنني باقة من الإحساس الناضج في فترة طفولته، مشاعر تتدفّق أحرف برّجتها نقاط الاستفهام و التعجّب فانساب تلقائيا عطر أنشودة لفظتها أبجدية لحن يتوق لقطف الحلم من شجرة الواقع، عند إذن زوبع "عصفور الجنّة" داخل كيان الشاعرة بكلماتها النثرية، برؤاها الوجدانية، شفّافة تارة و أخرى باطنية، لتنبلق نوافذ يتخلّل منها بريق التواصل بين خواطرها المشعّة بريحان الاختلاط من واقع و تمني و بين ذاكرة تقرع طبول الأحداث. لفكّ شفرة الوجود، تأخذنا عبر ذاك المسار، الوحدة و الانطواء في انتصار، فتلقّن درس الغريق و تستجيب للنداء، و تفهم الحكمة دون عناء، و يصبح الانزواء لها أقرب صديق، و يفترس السؤال كل جواب مرصود..."لتتدحرج من شرايينها كرات الثلج". في صمتها و عبر خرير زقزقتها، تحملنا صاحبة العصفور إلى حنين الماضي المتربّع على عرش روحها، تقرأ لنا و بأنفاسها الملوّنة عبيرك يا "الأنت" الذي ملأ أرجاء أزمنتها من ولع و عشق، من حسرة و رجاء، من حيرة و عتاب، فحلم يستكين من وخز الحياة معك. على جناحي العصفور نرقب تجاعيد أيامها المتألّمة من رفرفة قسوتك، فينفغر نثرها و يطرح "خيالات" "أماكن"، فتسأل "أهذا أنت؟" فتأتيها "مكالمات" لتمسح "حرقة" "الأمس القريب"، فربما تتنبّه لتغريد "حسون" و تزهر دواخلها "أقحوان"، فيلجمها هذا عن لفظ "أشعر بالموت" و تستعيد "عيد" بأيام "ذهبية"... بلهفة المتشوّق لطريق الرجوع للبدء، تحملنا مع نسيمها المتعطّش "لعشب و حفنة تراب"، لنستخلص عمق الانتماء و أزلية الانتساب و اخضرار الغصون، ستبقى شعلة لا تنطفئ يا جبلا يا أعزّ وطن. بين الذاكرة و الأماكن تنبعث صور و مشاهد تتقارب و تتباعد لتبني و تهدم ماضي و ماضي، ثمّ تستفيق على اختلاف ليشوّش خط سير الأثر، و تتواصل رحلة الحنين... و يستمر العصفور في التحليق و التلحين، فيرتفع و يرتفع منسوب العطاء ليبلغ العنفوان بعد أن كان جنين، هذا هو "الأنت"، ترابك يا لبنان و أنفاس حبيب "أزل" في روح الشاعرة "صونيا عامر".
قراءة الدكتور/ غازي فيصل حسين - العراق تبدو قضية الحب في (ديوان تيه) للشاعرة صونيا عامر، واحدة من الموضوعات الانفعالية الحسية، التي تتدفق ومضات، تتبلور في بنية ملحمية لمجموعة من القصائد ولتأخذ صوراً تشكيلية لغوية في النص الشعري، ما يتطلب تحليلاً في الأطر المعرفية والثقافية للشاعرة ورؤيتها للحب، عبر الإبحار في قصائد الديوان مما يكشف للناقد المضمون الحسي العميق في اللغة الشعرية ومضامينها الفلسفية الجمالية والحسية ويحدد الموقف من صيرورة الحب في حياتنا الإنسانية. قصائد الحب في (ديوان تيه) تتحول لتعكس المشاعر والأحاسيس التي تجسد حاجة الإنسان وطاقته الخلاقة، بين الفرح والألم، اللذة والتعاسة، النجاح والفشل، الصدق والخداع، حيث يتجسد النزوع الإنساني في فانتازيا وطوباوية الحب في صور شعرية خيالية لنكتشف أن الواقع ليس أكثر من صور مخادعة، تتحول رمزية الحب العذري وجمالية المشاعر الى مجرد غرائز تقوض البنية الجمالية لفلسفة الحب، ليبدو الحب الضحية الأولى للحب.وتطرح لنا الشاعرة هذه الازدواجية في الحب بين المثالية والواقعية، تراجيديا العلاقة بين الإنسان والإنسان في قصيدة (طريق)، حيث هجر الحبيب حبيبته، التي شعرت بالضياع واليأس وفقدت القدرة في تلمس معالم الطريق ومع أن الشعور باليأس والرعب من الوحوش والعتمة دفع (أفروديت) نحو طرق مغلقة ويأس مطلق في استعادة الحبيب والحب مرة أخرى، لكنها استمرت في البحث عن الأمل والحلم بإيجاد الطريق نحو الحبيب المفقود. لكن (أفروديت) لم تجد الحبيب، وبقيت تعيش مع الذكرى في قصيدة (حائط المبكى) تستذكر فيه الأشياء والرموز التي تجسد وتعيد الى الواقع جوانب من الحب الخالد الأبدي الذي مازال يسكن الروح والنفس والجسد. لقد فشلت جميع المحاولات لاستعادة الحبيب الهارب، وداعبت (أفروديت) الأسماك في البحيرة وهي تبحث عن الحلم المفقود الذي لم تجده، مما دفع الشاعرة صونيا عامر للتمرد والغضب على آله الحب المزيف،عبر قصيدة (عيون حائرة) لتثأر لإنسانيتها وأنوثتها المجروحة. هكذا تبدو بنية القصائد الشعرية في موضوع الحب وتجلياته الحسية والمادية، ذات طبيعة ملحمية في (ديوان تيه)، فالشاعرة صونيا عامر تعيد إنتاج قصصنا الواقعية لتربطها بالخيال والأحلام واللا واقع، فعالم الشعر لديها "متعدد الأبعاد"، كما يرى الشاعر الأمريكي المعاصر والت ويتمان، فالشاعرة صونيا عامر تستمد مادة قصائدها من تناقضات الواقع وضجيج الحياة وإيقاعات المشاعر الإنسانية المتضاربة والمتعددة الاتجاهات، بين الفرح والأمل ثم اليأس والرحيل نحو العدم.
- وما هو تصورك للمستقبل سيدة فيرا؟ - ينبغي تغيير تساؤلكم كبشر من كيف تجعلونا نحن الآلات الذكية نفكر ونتصرف مثلكم، إلى كيف تفكرون أنتم وتتصرفون مثلنا؟ - هذا مطلب مبالغ فيه سيدة فيرا، وربما يمكن قبول أن البشر سيعملون في المستقبل القريب مع جيل من الآلات المتقدمة أكثر بكثير من أي فترة زمنية سابقة. - الواقع أن زيادة الإنتاج ورفع جودته لن يتحققا إلا من خلالنا، لأننا ببساطة لا نكل ولا نتعب، ويمكن لنا العمل دون توقف طوال اليوم، مع ثبات مستوى الجودة، كما أننا نتقدم بوتيرة سريعة ليس بإمكانكم اللحاق بها... أنتم يا ريان غير جاهزين لواقع ذكائنا الفعال.
العقلُ العربيّ سجينُ قَهره السياسيّ الذي يفرضُ عليه أن يُصفِـقَ للحاكم بأمره، أو ينتخبَه مثـنىً وثـلاثَ ورُباع، ويـُسبّـِح بَحمدِه جهراً ويلعنه سراً. العقلُ العربيّ سجينُ ضرورات وحاجات الجسد الطبيعية اليومية من غذاء ودواء وبحث عن عمل يعيله وأسرته. العقلُ العربيّ سجينُ تخلـُفِه الحضاريّ الذي دام أكثر من سبعة قرون، وخاصة منذ سقوط بغداد (1258) العقلُ العربيّ سجينُ قَهره الاجتماعيّ الذي يفرضُ عليه أن يُفكِّرَ ويتصرَّفَ ويسلكَ تبعًا لِمُستلزماتٍ ومُحدِّدات ومسلّمات العقل المجتمعيِّ السائد. والمفارقة الكبرى أن الإنسان العربي يخضع لهذه المسلّمات القاهرة دون وعي، بل تصبح جزءاً من عقله الواعي وحياته العملية والفكرية، يدافع عنها ويتزايد عليها باعتبارها تمثلُ قيـَّمه الخاصة. العقلُ العربيّ سَجين في "زنزانة" مُحكـَمة لا يرى فيها سوى أشباح السلـَف الصالح الذي عاش ومات قبل أربعة عشر قرنا، وهو لا يزال يتوسَّـل إليه وبه عبثا ً لحـّـِل مشاكل عصره الراهن!
إن دماغك قادر على استيعاب علوم الدنيا بأسرها وما حوته مكتبات العالم من كتب، فما عليه إلا أن تثق بذلك، وأن تسعى لتطوير ذاتك دون وضع عقبات ذهنية أو نفسية غير حقيقية، فالدماغ يتجدد بما يدخله الفرد من خيارات نتيجة تفاعله مع البيئة، وهذا يفسر لنا أسباب اختلاف الخبرات ونمائها أو اضمحلالها عند البعض، فكلما ازداد تفاعل الإنسان مع العلم والبحث والدرس والنقاش بشكل سليم اكتسب من الخبرات الشيء الكثير، الأمر الذي يجعل التشابكات العصبية تزداد أكثر فأكثر.
انطلاقًا من أقطاب الفلسفة اليونانية أفلاطون وأرسطو، إلى أقطاب الفلسفة العربية الإسلامية مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد والغزالي، والعصر الحديث مع كبار أقطاب الفلسفة من ديكارت وسبينوزا ولايبنتز ولوك، إلى كانت وهيجل وبرجسون وراسل وهيدجر وسارتر، فإن هدف الفلسفة واحد عندهم، وهو البحث عن الحقيقة. والحقيقة أن الفلاسفة تاريخيًا انقسموا إلى جناحين رئيسين بسبب ذلك، إذ يعتقد الماديون أن الحقيقة الواقعية للحياة البشرية هي في هذا العالم الطبيعي فقط، بينما يعتقد المثاليون، على العكس من ذلك، أن هناك قوة عليا تتجاوز عالمنا المادي. وهكذا، كل جناح يدعم أفكاره حول الحقيقة الواقعية، وهذا بالطبع يعكس حقائق حرية الفكر والإرادة الحرة للإنسان، والتي من خلالها يتحمل بشكل فردي مسؤولية أفعاله. باختصار، الإيمان بالمادة كخالق مغاير عن الإيمان بالله الخالق، خاصة عندما يثبت العلم أن الكون لا يمكن أن يُخلق بمفرده.
لقد قطع الصغير حطط مراحل مهمة، فهو يُتقن الآن القراءة ويعرف أبجديات الحساب، ويستطيع المساعدة على فهم بعض ما يُنغص حياة الوالد هرصبوب من لغة القوم. وهذا ما يجعل رأي هرصبوب بتدريسه رأيا صائبا بكل المقاييس. لقد رأى هرصبوب شبابا أطالوا الغيبة والسفر، وطلبوا العلم خارج البلاد، وعادوا أدراجهم لا يملكون شيئا، بل ما زال إخوتهم الكبار يصرفون عليهم من أعمالهم البسيطة. جمع الوالد العظيم هرصبوب العائلة و حضرت الطبيبة تنديمة، و حضر المستشار العسكري المتقاعد عبدات، كان الحوار حول جدوائية مواصلة دراسة حطط في المدرسة. قال هرصبوب أخبرني بعض الشباب أنه بقيت ثمان سنوات ليأخذ حطط الباكلوريا، وبعد ذلك قد يتغرب، و هناك سنوات أخرى قد تصل تسع سنوات، عندها صاحت أم حطط يتغرب ابني؟ أبدا أبدا، كنتُ أعرف أن المدرسة غير مباركة، وأن عتمتها طويلة جدا، ما لنا ولها؟ نحن لم نُخلق لها، وهي لم تُخلق لنا، يكفي ما أحرزه من المعارف والعلم، فقد أصبح زينة الشباب، تبُش له المجالس والمنابر.
الشعب السوري مثال يحتذى في تضحياته، وسيكون مثالاً يحتذى في إنجازاته وتقدمه الحضاري. وسيحقق الأهداف التالية 1) سقوط حكم الطغيان واستبداله بالحكم الديمقراطي الليبرالي. 2) إعادة تشكيل المؤسسات لتلغي ولاءها للطغاة وتحصره بالشعب. 3) حصر ملكية وحمل السلاح بالجيش والقوات المسلحة للدولة. 4) اخراج كل القوات العسكرية والمدنيين التابعين لدولة إيران. 5) تشكيل السلطة القضائية السورية ذات الكفاءة والاستقلال. 6) تأمين حرية الفكر والأدب والفن، وحرية الطباعة والنشر والإعلام. 7) العودة الطوعية لجميع السوريين من دول اللجوء. 8) المواطنة المتساوية كرابطة للسوريين فوق انتماءاتهم الطائفية. 9) ضبط الانتقام الفردي والجماعي بين فئات السوريين. 10) التحقيق القضائي وتنفيذ الأحكام ضد الذين أمروا ونفذوا الجرائم. 11) انسحاب وجلاء كافة القوات المسلحة غير السورية من سورية.
"بطن الحوت" وأحلام الخلاص العبثي فراس حج محمد/ فلسطين بحساسية النقد بدأت بقراءة رواية الكاتبة اللبنانية صونيا عامر "بطن الحوت"، ولكن جماليّة النص سرقتني من ذلك الإحساس إلى إحساس بالمتعة والتذوق الفني الخالص، وكلما حاولت السيطرة على القراءة بوعي النقد تفلت مني إلى السريان مع أعصاب الرواية والجريان في دهاليزها ومحاولة السير على الأسلاك الشائكة وفي حقل ملغم دون أن أفقد شيئا من رؤيتي النقدية، حاولت ذلك مرارا وفي كل مرة يتهرب مني النقد لصالح المعمار الفني الجميل والطريف لهذه الرواية المكثفة. صفحات قليلة ولكنها لا تؤخذ بسهلة الحكاية، فيها حيوات كثيرة، وأفكار متعددة سياسة واجتماعية وفلسفية ووجودية، وتركت الكاتبة في الرواية بؤر تثوير لغوي، لتشاركها أيها القارئ صنع روايتك أنت، فلعلك تجد نفسك متجسدا في إحدى شخصياتها، تلك الشخصيات التي أضنتها فكرة الوجود، وربما بحث عن خلاصها بغير وسيلة، حتى وإن كانت بالموت نفسه، كأن الرواية تقول أعالج موتتي بالموت حبا لعلى قد أموت على مزاجي رواية "بطن الحوت" رواية بنَفَس مختلف وطعم مختلف، فيها من المرارة ما يدعوك لمجابهة النفس، وفيها من الأفكار ما يجعلك تحاسب ذاتك وما صنعت يمينك في هذه الحياة، فإما أن تكون واحدا من هؤلاء الألف الموهومين الباحثين عن سعادة موهومة، وإما أن تصنع حياتك بفكرة صلبة متوهجة نحو النور والعلا، لتكون مصباح نفسك ودليل روحك لخلاص بشري كامل بعيد عن الكارثة وموت كارثيّ إن بقيتَ تدور مع الدائر في دوائر الحياة المفرغة دون نتيجة، فلا نقول بأن الحياة عبث ومجون ولكنها قرار نصنعه أنا وأنت.
بيعت الفيلا من قبل الورثة وكنت أنا مشتريها، وكنا سعداء أنا وزوجتي وولدي بانتقالنا من وسط البلد المزدحم والمتميز بضجيجه واختناقاته المرورية. مر أسبوع على انتقالنا إلى دارنا الجديد حتى بدأت تحدث أشياء غريبة ومخيفة في نفس الوقت. حيث كنا نستيقظ من نومنا على أصوات أناس يتحدثون بصوت عال، أو ينادي بعضهم على البعض الآخر في الدور الأرضي للفيلا، أو نرى ظلال من خلف باب غرفة نومنا الموصد وكأن هناك من يحاول الدخول علينا أثناء نومنا، فنقفز من فراشنا لنطمئن على ولدنا في الغرفة المجاور، ولا نجد أحد غيرنا في الدار، حتى اضطررنا بعدها إلى نقل فراشه إلى غرفتنا حتى يهدأ بالنا. حتى كانت تلك الليلة وكنت قد تأخرت العودة إلى البيت. وجدت زوجتي وفي حضنها ولدنا الوحيد ترتعد قائلة كنت اروي لولدنا حكاية ما قبل النوم حتى غفل فاستدرت لأغادر فراشه فإذا بي أواجه برجل بثياب سهرة كاملة، ولكنه هو وملابسه محروقين تماما. فسارعت لحمل ولدي إلى غرفتنا، وبعدها بقليل توجهت إلى الحمام حتى أغسل وجهي لأفيق من هول ما شاهدت حتى سمعت وأنا أقترب من بابه صوت امرأة تغني داخل الحمام.
خريفُ تشرين، مونديال قطر 2022، الساعة قبل الأخيرة بفصل الآلام، السماء تمطر بهجةً على الرؤوس. القدس تئن وقد صرنا عبيد بني صهيون. يصرخ أحمد محذّرا، قومه يقسمون تالله! إنَّك لمجنون! حين قال سلامٌ من الله على العالمين! يقولون إن يعِد فإنما يعِد المهمشين الفقراء، والمقهورين البؤساء. المسيح يدعو للسلام، ثم اسمه تُسفك به الدماء، وبرسالته يُفعّلون الأهواء. موسى يبكي عند طور سنين، يرتجي خلاص أهله، ثم إذ بهم يتبنون العداء؟ ضميرُ البشر أوشك على النفاذ، أن كان الأمل بعدل السماء قد صار فتاتا كالغثاء؟ وسرابا بليلٍ أعمشٍ، لا قمر به بازغًا ولا نقاء، فكيف نعيش إذن في تلك الغابة الضالة بأطراف المجرَّة اللعينة الرعناء؟ الحياة سادةٌ وعبيد، السَّادة أنذال، لا يتورعون في سحق العبيد، عبيد الرأسمالية الجديدة، وسادة المال والأعمال، إنهم ينخدعون بالبقاء، ويبغون الثراء، ويتحايلون على حقيقة الفناء. لا يتورعون عن الزّور، والزّيف، والزّخرفة، والافتراء. الأرض دِغالٌ يحكمها الأقوياء؟ وسادتها وحدهم من يملكون مفاتيح الجنان الجالسة في بنوك السماء؟ لا أعرف كيف يكون تقييم الشرف؟ إن كان اللِّص من النبلاء، إن كانت العاهرة من الفضلاء، أنسيتم أنكم حين تقلبون الحق باطلًا، والباطل حقًّا، تنشدون البِغاء؟
Tilmeld dig nyhedsbrevet og få gode tilbud og inspiration til din næste læsning.
Ved tilmelding accepterer du vores persondatapolitik.